قال تعالى في محكم كتابه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (غافر:60)
وقال سبحانه عقب آيات فرضيَّة الصيام:{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أُجيب دعوة الداعي إذا دعانِ} (البقرة:186) وصح في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( الدعاء هو العبادة ) رواه أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي .
وإذا كان الدعاء سنَّة مشروعة عموماً، فإنه في أوقات مخصوصة وأماكن معلومة يكون آكد سنيَّة وأشد طلباً. ومن الأوقات التي يُلتمس فيها الدعاء ويُطلب أيام رمضان ولياليه.
والدعاء في هذا الشهر الكريم من الأوقات التي يُرجى فيها القبول والإجابة، يُرشد لهذا قوله تعالى عقب آيات فرضيَّة الصيام: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أُجيب دعوة الداعي إذا دعانِ} (البقرة:186) والملاحَظ أن هذه الآية وردت وسط الآيات المتعلقة بأحكام الصيام، الأمر الذي نلمس منه أهمية الدعاء في هذا الشهر خاصة، وقبول الدعاء واستجابته عند الله.
قال بعض أهل العلم: وفي هذه الآية إيماء إلى أن الصائم مرجوَ الإجابة، وإلى أن شهر رمضان مرجوة دعواته، وإلى مشروعية الدعاء عند انتهاء كل يوم من أيام رمضان.
ويُستأنس لهذا بما رواه الإمام أحمد و الترمذي و ابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم) .
وفي الحديث المتفق عليه قوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا دخل رمضان فتِّحت أبواب الجنة وغُلِّقت أبواب النار وسلسلت الشياطين ) وفي هذا الحديث إشارة إلى الحث على الإكثار من فعل الطاعات والقربات، والدعاء منها، وفيه أيضًا إشارة لقبول الدعاء؛ لأن الفتح دليل على الإذن بالدخول والقبول.
وإذ أكدنا - فيما تقدم - على أهمية الدعاء خلال هذا الشهر الكريم والحث عليه، فإننا نرى من المناسب أن نُعرِّج على بعض الأدعية المأثورة في هذا الشهر، وذلك وإن كان باب الدعاء مفتوحًا بما يتيسر للإنسان، إلا أن تَتَبُّعَ المأثور من الدعاء عنه صلى الله عليه وسلم أولى وأحق بالمتابعة والاقتداء.